أبخس لا تبخس وغشاش ومدلس
إضغط هنا للإخفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي نبينا الصادق الأمين وبعد,
ان موضوعنا اليوم هو استعراض واستقراء لبعض التهم والعبارات اللتي للاسف انتشرت بين البائع والمشتري ومبرره هو مبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي أمرنا به ديننا الحنيف وخصوصا بعض مصطلحات مواقع الاسواق الالكترونية مثل عبارة "هذا بخس او بخستني او غشيتني وضربت مشوار وطلع تدليس ...الخ" ونرى تلك المصطلحات بدأ يتدوال كثيرا بين الناس وخصوصا في مواقع بيع السيارات والادهى والأمر حين يقول والله ما أسامحك ؟؟!!. يقوم عادة البائع باستخدام مصطلح "هذا بخس" في كثير من الحالات وذلك حين لا يعجبه مبلغ السوم! وفي الغالب لن يعجبه وهذا شئ طبيعي, وبالتالي يجب على صاحب السلعة اما ان يحدد سعرها او يتحمل اراء الناس ويتقبل ميزانهم الذي وزنوا به ليخرج منهم هذا المبلغ. في الحقيقة لم يتم اجبار صاحب السلعه على قبول السوم او البيع وبالتالي ان ردة الفعل هذه نتيجه طبيعيه يتحملها صاحب السلعة نفسه.
ان كل من سوق السيارات المستعملة والعقارات المختلفة بصورة خاصه لا نستطيع ان نقرر هل هذا السعر هو السعرر الحقيقي او المبرر للسلعة ام لا؟ مثال ذلك سوبربان موديل 2008 تم بيعه بحوالي 100 ألف ريال وآخر تم بيعه بحوالي 60 ألف ريال أو ارض تم بيعها بمليون ريال ومقابلها ارض نفس المساحه ولا تبعد عنها سوى امتار قليلة تم بيعها بسبعمئة الف ريال.
ان طبيعة هذه الاسواق (مثل سوق السيارات المستعملة او سوق العقارات) تتطلب من صاحب السلعه "البائع" تحديد السعر مميزات سلعته وعيوبها والسعر المطلوب مباشرة - بدون لف او دوران - وإلا قبول السوم ولو بريال بكل صدر رحب. وهنا يبرز ايضا حل اختياري لصاحب السلعة "البائع" يمكن استخدامه وهو ان يبداء بتحديد الحد الادنى للسوم مثلا. ان لم يستخدم صاحب السلعة احد هذه الخيارات الثلاثة فيجب عليه قبول اي سعر يعرض عليه ولن يعتبر بخسا ابدا, ويمكن القول ان السعر بخس فقط عندما يعرض صاحب السلعه سلعته بسعر محدد ومن ثم يقوم "المشتري" بطلبها باقل من قيمتها المحدده وفي هذه الحاله يمكن ان نقول ان المشتري قام ببخس سلعة البائع.
في الحقيقة سيكون الأمر صعب على صاحب السلعة بتحديد مبلغ منطقي يعكس مميزات سلعته ويخصم العيوب ومن ثم يقدر سعرها وإلا ستبور سلعته لو حدد مبلغ اكبر مما تستحقة سلعته او مبلغ اقل وخسر ربحا كان بالامكان ان يحتحقق, وهنا يبدو لنا خلل ما بالجزء الاخير وهو طمع بعض اصحاب السلع "في الربح الاكبر الذي ممكن ان يكون لو رفعت السعر!!". من وجهة نظرنا بعد الدراسة والاستقراء إن صاحب السلعة هو من يعرف مميزات سلعته وعيوبها وهو مالكها حاليا والمشتري لا يعرف الكثير عنها وعن تفاصيلها ولديه معلومات اقل بكثير عن صاحبها الحالي (أي البائع). لذا يجب انتباه الاخ البائع من الوقوع بمصيدة الشيطان في الغش والتدليس.
استدراكا للمنازاعات والخلافات عند عدم استخدام احد الخيارات السابقة الذكر هو ما يجب التنبية له حيث ان لم يوضح البائع جميع المزايا والعيوب لسلعته بأنه غشاش ومدلس ؟! وممكن ان نطلق على المشتري انه يبخس الناس اشيائهم وووغيرها من الصفات الذميمه التي لا تخدم مصلحة كلا الطرفين.
ختاما رساله لك اخي صاحب السلعة وانت يا زائر السوق فليتقي كل واحد منكم الله ولا يطلق التهم جزافا لأن كل طرف يحتمل ان يكون اما "غشاش او مدلس" اذا كان بائع وأما "يبخس الناس اشيائهم" ان كان مشتري. والله من وراء القصد
واللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا البطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
والحمد لله رب العالمين
رمضان 1434هـ
إبلاغ
الردود
0 0
1 0
1 0
قبل 11 سنه و 3 شهر