تجربتي في استخراج رخصة سياقة بالتفصيل..للعلم والفائدة_تحديث 1-

18 7

لايمكنك التصويت حتى الحصول على 20 نقطة على الأقل
إضغط هنا للإخفاء

abo_marthad 130
قبل 7 سنه و 4 شهر

بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ واستمتع وستستفيد إن شاء الله
هذا التلخيص البسيط لتجربتي في استخراج رخصة سياقة خصوصي بالمملكة، وبالتالي فالموضوع يهم في المقام الأول من لم يستخرج هذه الرخصة ويرغب في ذلك ،وكذلك من سبق له استخراجها ويرغب في استحضار الذكريات الجميلة لهذه التجربة الفريدة من نوعها هههه
توجهتُ باكراً لإدارة المرور بالمنطقة في صباح يوم شاتيٍ شديد البرودة بعد أن حملت رفقي ملف علاقي أخضر وأودعت فيه نموذج التقديم لطلب الرخصة بعد أن قمت بتعبئته بخط جميل ،وأرفقتُ فيه صورة الهوية والجواز ،وأنا أمشي مشية الواثق من نفسه ،الملمُ بمتطلباتِ المرور ،وفي داخلي إحساسٌ بأنني سأستلم الرخصة دون أي إجراءات تذكر أو هكذا أُمني نفسي....
دخلت للقسم الخاص برخص القيادة داخل إدارة المرور في تما الثامنة والنصف ،ولا زالت نظرة الثقة تبدو علي واضحة ،وخاطبت العسكري المختص مسلماً فرد عليّ السلام ببرودٍ يحاكي برودة الأجواء من حولي ؛ ثم سألته قائلاً: (لو سمحت يا طيب ابي استخرج رخصة؟) فأجابني بجملة مقتضبة باردة :(روح المستشفى وتوجه المدرسة) وهنا تحطم حلمي في الحصول على الرخصة بالسهولة التي منيت بها نفسي وبدأت الثقة تهتز وأنا أحاول جاهداً رباط جأشي حتى لا يبدأ الانهيار الذي بدأ يلوح على ابتسامة العسكري وهو يتأرجح بكرسيه كأنه يردد سراً :(روح عاملي فيها نشمي) ....
وخرجتُ متوجهاً صوب المستشفى (اللجنة الطبية) وأنا أُجرجر الأمل الذي بدأ يتهالك في الحصول على هذه العزيزة التي تنأى بنفسها كلما آثرت الاقتراب منها ،دخلتُ اللجة الطبية فإذا بي أرى حشود أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يكتظ بهم المكان وكل واحد منهم يحمل ملفه ويسيرون في غير هدىً صوب هذا الموظف وذاك والكل يسأل الكل عن بدء الاجراءات وما المطلوب ،ودخلت في هذه (الهرجة) وأنا شبه تائه ارنو لهذا وأناظر ذاك ،حتى بدأ لي من بين الجموع رجل كبير في السن، تعلو محياه ابتسامة واسعة ،مرحاً سمحاً ،فخفف من روعنا ودعى الحضور لارتشاف القهوة..! حتى يهدأ خفقان قلوبنا من كثرة الركض وتقهقر العزيمة لا الهزيمة ،(صبركم يا أخوان يجي دكتور العيون تكشفون النظر واللي ما يدري فصيلة دمه يروح يكشف ) هكذا نادى فينا بحنو الأب على أولاده ،وفي انتظار الطبيب ظلت الثواني والدقائق رتيبة تأبى أن تمر كعادتها ،ولكوني أحمل رخصة قيادة من بلدي وأعرف فصيلة الدم فلم يكن أمامي غير حضور طبيب العيون ،الذي جاء بعد وقته المحدد بنصف ساعة ، وكنت أول الداخلين عليه ،ثم كانت المفاجأة....
********************************
دخلتُ لمكتب طبيب العيون في المستشفى وهالني ما رأيت ،كان المكتب واسعاً جداً أشبه بمجلسين يفتحان على بعضهما البعض ،المجلس الأول كان مكتب الطبيب والذي لا يحتوى سوى على مكتب خشبي وكرسياً للطبيب وآخر مقابل له للمعالج ،أما المجلس الآخر فكان عبارة عن (مخزن) تراكمت عليه اغبرة السنين فوق العشرات من قطع الأثاث المتهالك ،دواليب مكتبية ،طاولات ،كراسي مختلفة ،ولا تستطيع أن ترى لونها بوضوح لما عليها من أغبرة ،وظللت أتسأل عن سبب وجود طبيب العيون في مثل هكذا مكان ؟،لا سيما وأن المستشفى غاية في النظافة والترتيب ،وقد شغلت هذه الفوضى ذهني كثيراً خصوصاً أنني شخص أغوص في تفاصيل المكان فعادة اهتم بشكل المكان الذي أذهب إليه ،لون الدهان تفاصيل الأثاث شكل زجاج النوافذ .....كمحاولة مني على تدريب ذهني التركيز والانتباه ،ومثل هذه العادة يجب اتباعها دون افراط حتى لا تدخل في وساوس ههههه ،سلمت الطبيب ملفي فأخذ منه البيانات الأساسية وصورة من ايصال رسوم الكشف الطبي والبالغ قدرها مائة ريال ،وجلستُ في الكرسي المخصص وكان في مقابلي مرآة ضخمة مركبة على الجدار تنعكس عليها صورة المكان البائس ،ولوحة الفحص الخاصة بالأشكال التي تكون شبه دائرة مفتوحة على اتجاهات مختلفة ،كانت اللوحة عادية وليست شاشة إلكترونية (مستطيل-صندوق-مثبت على قائم حديدي)،أبيض اللون مغبرة قليلاً والأشكال عليه باللون الأسود على نحو متدرج صفوفٌ فوق بعضها ،من الاصغر جداً الذي لا يكاد يرى ،إلى الأكبر ،ثم حمل الطبي مؤشراً خشبياً ووضعه على احدى تلك الأشكال موجهاً سؤاله لي :(على أي تجاه تفتح ؟ فأجبته يمين ،ثم سؤال آخر :وهذه : فأجبت : تحت ) فأردف قائلاً : (خلاص لا جتك رسالة روح المدرسة ) ههههه هل هذا هو الفحص ،صراحة على صورته هذه لا أرى له لزوم ،خرجت من عنده متهللاً كأنني قد حققتُ نصراً ،والجميع في الخراج يسأل :(ها وش صار ) فأجبتهم بابتسامة عريضة:(ما عليكم ناجحين هههه)......
قابلت صديقي عند باب المستشفى وانطلقنا لتناول وجبة الإفطار حيث شارفت الساعة العاشرة ،ذهبنا لأحد أماكننا المفضلة ،حيث عبق الفلافل والمخللات ،عادة سيئة تعودت عليها لا انصح الجميع بها رغم يقيني بأن أغلبكم مدمن عليها ،الوجبات السريعة انها داء العصر ،والمياه الغازية مصيبة أخرى ،(عطنا أربعة فلافل حط كاتشب وشطة ،واثنين ببسي ) نادى صديقي عامل البوفيه ،لم تمضي إلا دقائق حتى كنا نلتهم في هذه الوجبة الحارة ونتجرع في البيبسي برغم برودة الجو...!؟
عند الساعة الثانية عشرة والنصف تقريباً وصلتني رسالة نصية من (إفادة) مضمونها :(عزيزي العميل نود ابلاغكم أنه تم ارسال نتيجة التقرير الطبي رقم ..... بنجاح) ،فقمتُ مسرعاً للتوجه لمدرسة تعليم القيادة ،التي كانت تبعد عني حوالي ثلاثين كيلو متراً ،حيث تقع في ناحية المطار ،وهذه كانت رحلة أخرى ،وحكاية أكتب عنها غداً بإذن الله......
يتبع.......

(ملاحظة : نتوقف قليلاً على أمل المواصلة إن شاء الله ،وذلك لظروف طارئة)

إبلاغ

الردود